إتقان فن التواصل وبناء العلاقات المهنية في عالم الأعمال

في عالم الأعمال، لا يُعد التواصل والتعرف على أشخاص جدد مجرد ضرورة عرضية – بل هو مهارة أساسية. بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يكون بناء العلاقات والتحدث مع الآخرين أمرًا طبيعيًا، لكن بالنسبة لمعظم المهنيين، قد يكون الدخول إلى غرفة مليئة بالغرباء ومحاولة التواصل معهم أمرًا مرهقًا. حتى عندما نعلم مدى أهمية التواصل، لا يصبح الأمر أسهل. إذن، كيف يمكننا التغلب على هذا التحدي ونصبح أكثر ثقة في المواقف الاجتماعية؟

إتقان فن التواصل وبناء العلاقات المهنية في عالم الأعمال

مقترح خصيصا لك : كيف تستعد لمقابلة العمل , نصائح أساسية للنجاح

 

الإعداد هو المفتاح 

إن أول خطوة لتحسين مهاراتك في التواصل وبناء العلاقات المهنية هي التحضير المسبق. إذا كنت تحضر فعالية عمل، تأكد من جمع المعلومات المسبقة. معرفة نوعية الأشخاص الذين سيحضرون يمكن أن يساعد في تخفيف توترك وتقليل الأمور التي تحتاج إلى معالجتها في اللحظة. بهذه الطريقة، عندما تصل، يمكنك التركيز أكثر على التواصل مع الأشخاص الجدد.

 

كن طبيعيًا ولا تعتمد على المحادثات القصيرة 

هناك فكرة خاطئة شائعة حول التواصل وهي أنه يتطلب محادثات قصيرة مزيفة. في الواقع، أن تكون صادقًا وأن ترى في التواصل فرصة للتعلم بدلاً من اعتباره عبئًا يمكن أن يغير أسلوبك بالكامل. عندما تلتقي بأشخاص جدد، فكر في كيف يمكنك التعلم منهم، وستجد نفسك أكثر اهتمامًا بما يقولونه.

طريقة واحدة لإظهار فضولك هي طرح أسئلة مدروسة. بدلاً من تقديم نفسك بجملة تقليدية

مثل: “مرحبًا، أنا أحمد وأعمل في شركة XYZ”

جرب شيئًا أكثر إثارة للاهتمام , مثل: “مرحبًا، لاحظت أنك ترتدي دبوسًا مثيرًا للاهتمام. ما قصته؟” 

 “Hello, I noticed you’re wearing a really interesting pin. What’s the story behind it?” 

هذا النوع من الأسئلة يفتح المجال للمحادثة ويظهر اهتمامك الحقيقي.

 

قوة طرح الأسئلة 

طرح أسئلة متابعة جيدة هو أحد أقوى الأدوات لبناء العلاقات في بيئات العمل. يشعر الناس بالتقدير عندما يُسألون عن تجاربهم وآرائهم، ويكونون أكثر رغبة في التواصل مع شخص يظهر اهتمامًا حقيقيًا بهم. كما أن أسئلة المتابعة تجعل المحادثات تبدو أكثر طبيعية وسلاسة.

على سبيل المثال

إذا قال أحدهم: “ذهبت أنا وفريقي إلى مؤتمر في دبي العام الماضي”، 

“My team and I went to a conference in Dubai last year” 

يمكنك أن تسأل: “ما هو موضوع المؤتمر؟”

“What was the conference about?” 

أو : “كيف وجدت دبي؟” 

“How did you find Dubai?”

هذه الأسئلة البسيطة تُظهر أنك مستمع جيد وتهتم بالتفاصيل.

وبالمثل، إذا تحدث شخص ما عن عمله، يمكنك الغوص في هذا الموضوع بسؤاله المزيد من الأسئلة عن دوره أو المجال الذي يعمل فيه. ومع ذلك، تذكر أن تهتم بالاتجاه الذي يأخذه الشخص في المحادثة بناءً على ما هو مرتاح له. فإن كان يتمسك بمواضيع مهنية، فمن الأفضل أن تفعل الشيء نفسه،  وإذا ذكر شيئًا أكثر شخصية مثل هوايتة أو عائلتة، فلا بأس بسؤال المزيد عن ذلك.

 

الإجابة على الأسئلة و تحقيق التوازن 

بينما يُعد طرح الأسئلة مهمًا، إلا أنه يجب أن تكون المحادثات ثنائية الاتجاه، فمن المحتمل أن يُطرح عليك أسئلة أيضًا، ومعرفة كيفية الإجابة عليها بشكل فعال أمر أساسي. تكمن الحيلة هنا في تحقيق التوازن – قدم ما يكفي من المعلومات ليكون حديثك مشوقًا، ولكن تجنب التحدث أكثر من اللازم أو تقديم إجابات مفرطة في التفصيل.

على سبيل المثال

إذا سألك أحدهم عن وظيفتك “أنا مدير تسويق في شركة XYZ Solutions. أتعامل مع الحملات الرقمية وأعمل هناك لمدة خمس سنوات، إنه دور مثير للغاية.” 

“I’m a Marketing Manager at XYZ Solutions. I handle digital campaigns and have been there for five years. It’s a really exciting role.

هذا النوع من الإجابات يقدم تفاصيل كافية لمواصلة المحادثة ويدعو الشخص الآخر لطرح أسئلة متابعة

مثل:

“ما نوع الحملات التي تديرها؟”

“What kind of campaigns do you manage?” 

أو “ما هو الجزء المفضل لديك في الوظيفة؟”

 “What’s your favorite part of the job?”

 

يمكنك أخذ معلومات عن 15 عبارة أساسية في الإنجليزية للأعمال

 

العثور على أرضية مشتركة 

أثناء التنقل في هذه المحادثات، من أهم الخطوات القيّمة التي قد تتخذها هو البحث عن أرضية مشتركة. عندما تكتشف اهتمامات أو تجارب مشتركة، يتدفق الحوار بشكل أكثر أريحية. سواء كانت شغفًا مشتركًا بالتكنولوجيا أو الرياضة أو اتجاه تجاري معين، فإن العثور على موضوع مشترك يسمح بمناقشات أعمق وأكثر جاذبية.

على سبيل المثال، إذا كنت مهتمًا بالممارسات التجارية المستدامة وذكر الشخص الذي تتحدث معه مبادرات شركته في هذا المجال، فقد وجدت نقطة اتصال. استخدم هذه الفرصة للتعمق في الموضوع واستكشاف ما يهتم به كلاكما.

 

كن صادقًا واسترخِ

من المهم أن تتذكر أن التعرف على أشخاص جدد وبناء العلاقات المهنية لا يتطلب منك أن تصبح شخصًا آخر، بل يكون الصدق هو المفتاح لتشكيل علاقات دائمة. بدلاً من محاولة إبهار الآخرين، ركز على أن تكون ذاتك الحقيقية، وسوف تجد بشكل طبيعي أن التواصل مع الآخرين يتم بشكل أكثر سلاسة.

كما أنه من المهم أن تسترخي، فلا يجب أن يكون التواصل مرهقًا، ولا تحتاج إلى حفظ كل التفاصيل عن عملك أو مجالك. ثق بأن فضولك الطبيعي واهتمامك بالآخرين سيوجه المحادثة في اتجاه مثمر.

 

إتقان بناء العلاقات المهنية

في عالم الأعمال، والقدرة على التواصل وبناء العلاقات يمكن أن يفتح أبوابًا لا تعد ولا تحصى، بدءً من التعاون وحتى فرص العمل الجديدة. من خلال التحضير المسبق، وطرح الأسئلة المدروسة، وتقديم الإجابات المتوازنة، وأن تكون صادقًا، يمكنك تحسين مهاراتك الاجتماعية وبناء علاقات ذات مغزى. سواء كنت تحضر مؤتمرًا أو تتعرف على زملاء جدد أو تجري محادثات في فعالية للتواصل، ستساعدك هذه الاستراتيجيات على التنقل في التفاعلات الاجتماعية بثقة.

تذكر أن بناء العلاقات ليس مجرد تبادل بطاقات العمل – بل هو بناء علاقات حقيقية، وأفضل العلاقات هي تلك التي تقوم على الاحترام المتبادل والاهتمام الحقيقي والتواصل الصادق. لذا في المرة القادمة التي تدخل فيها غرفة مليئة بالغرباء، خذ نفسًا عميقًا، استرخِ، وكن نفسك، وقد تتفاجأ بمدى سهولة ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart