كيفية تحسين مهارات الفهم اللغوي دون محاولة فهم كل شيء

أحد التحديات الكبرى في تعلم لغة جديدة هو الرغبة في فهم كل شيء على الفور. ولكن، يدرك متعلمو اللغة المتمرسون أن من الطبيعي ألا تفهم كل شيء منذ البداية، ولا يسمحون لهذا الشعور بعدم اليقين يعطل تقدمهم. في الحقيقة، أفضل طريقة لتطوير مهارات الفهم هي التخلي عن الرغبة في الكمال وتبني عملية التعلم التدريجي.

 

كيفية تحسين مهارات الفهم اللغوي دون محاولة فهم كل شيء

 

الفهم هو المفتاح لتعلم اللغة

تحقيق الفهم هو الأساس للتواصل الهادف. إنه الباب الذي يسمح لك :-

  • إجراء محادثات هادفة.
  • الاستمتاع بالأفلام والبودكاست والكتب.
  • التفاعل مع اللغة في سياقات واقعية.

 

لكن الفهم لا يأتي دفعة واحدة، ومن المهم أن تتقبل فكرة أنك لن تفهم كل شيء على الفور، خاصة في المراحل الأولى.من الطبيعي أن تشعر بالإحباط عندما تجد نفسك تنسى معنى كلمة أو عندما تواجه صعوبة في الفهم.

هذا الشعور يمكن أن يكون محبطًا وقد يؤدي إلى تثبيط عزيمتك. لكن إدراك أن هذا جزء طبيعي من رحلة التعلم هو الخطوة الأولى للتغلب عليه.

 

دور التكرار والتجديد

أشار عالم الأعصاب الألماني مانفريد شبتيزر إلى أن “الدماغ يحتاج إلى التكرار، ولكنه يحتاج أيضًا إلى التجديد”.يمكن تطبيق هذا المفهوم على تعلم اللغة.

التكرار يساعد في ترسيخ الروابط العصبية، بينما يحافظ التجديد على تحفيز الدماغ وجعله منغمسًا. فكر في تعلم اللغة كما لو كنت تقص العشب في حديقتك. في أول مرة تقص العشب، تضبط الشفرات على مستوى أعلى لقص السطح فقط.مع كل تمريرة لاحقة، تقلل الارتفاع تدريجيًا حتى تصل إلى الطول المطلوب.

وبالمثل

في أول مرة تتعامل مع محتوى جديد في اللغة، قد تفهم فقط الأساسيات، لكن مع كل تكرار وجلسة إضافية، يتعمق فهمك تدريجيًا.

يمكنك قراءة ليه لازم تتعلم لغة بمبدأ باريتو؟

 

الفهم يأتي عبر تكرار المحاولات

عندما تدرس لغة، تجنب الرغبة في إتقان كل شيء من المحاولة الأولى.بدلاً من ذلك تقبل أن

  1. المحاولة الأولى ستوفر لك فهماً محدوداً، فهذا أمر طبيعي.
  2. يكمن المفتاح في العودة إلى المادة مرة أخرى في المستقبل، حيث تبني على ما تعلمته سابقًا في كل مرة.

سواء كنت تقرأ أو تستمع أو تكتب، فكر في كل جلسة كما لو كانت طريقًا جديدًا يقربك من الفهم الكامل.

على سبيل المثال

عند كتابة مقال :-

  1. قد تركز في المسودة الأولى فقط على الأفكار الرئيسية دون القلق بشأن هيكل الجمل أو القواعد.
  2. في المسودات التالية، تقوم بتحسين النص وتنقيحه.

ينطبق نفس المفهوم على تعلم اللغة، كل تفاعل مع المادة يساعدك على التحسن تدريجيًا دون الحاجة إلى الكمال من البداية.

 

لا تدع الرغبة في الفهم الفوري تعيق تقدمك

أحد أكبر العوائق في تعلم اللغة هو الرغبة في فهم كل شيء على الفور.يمكن أن يدفعك ذلك إلى التركيز على كلمة أو جملة معينة لا تفهمها، مما يؤدي إلى إحباط ويبطئ من تقدمك.بدلاً من التوقف عند هذه النقطة، استمر في التقدم.

إذا كنت تستخدم أي منصة تعليمية مثلا وصادفت كلمة أو جملة لا تفهمها، ببساطة ترجمها واستمر في القراءة.يمكنك العودة إلى المادة لاحقًا، سواء بعد ساعة أو في اليوم التالي، وستلاحظ أن فهمك قد تحسن، المفتاح هو الصبر والاستمرارية.

 

إليك المقال التالى :- لماذا تعلم اللغة الإنجليزية أكثر أهمية من أي وقت مضى

 

التقدم هو الأهم

التقدم في تعلم اللغة يأتي من التعرض المستمر والمتكرر للغة. الأمر لا يتعلق بحفظ كل كلمة أو إجبار نفسك على فهم كل شيء في الحال. بل يحدث التعلم الحقيقي عندما تقضي وقتًا كافيًا مع اللغة بطريقة مريحة وطبيعية. كل شخص يتعلم بسرعته الخاصة، لذا من المهم ألا تقارن نفسك بالآخرين أو تتوقع نتائج فورية.

بالطبع، ستكون هناك فترات صعود وهبوط، كما هو الحال في أي هدف صعب. لكن الأهم هو عدم التوقف عن المحاولة. إذا سمحت لنفسك بارتكاب الأخطاء وقبلت فكرة أن الفهم سيأتي بمرور الوقت، ستتمكن من الحفاظ على الدافع اللازم للاستمرار في التعلم.

 

التخلي عن التوقعات بالفهم الفوري

من خلال التخلي عن فكرة أنك يجب أن تفهم كل شيء على الفور

فإنك تمنح عقلك المساحة التي يحتاجها لاكتساب اللغة بشكل طبيعي.

  • الفهم هو عملية تدريجية تحدث من خلال التعرض المتكرر للكلمات والهياكل اللغوية.
  • لا تقف عند كلمة واحدة أو جملة واحدة، بل دع اللغة تتدفق في ذهنك، و ثق أنه مع الوقت سيبدأ عقلك في التقاط الأنماط والمعاني.

هذا النهج يتماشى مع ما وجده الباحثون مثل ستيفن كراشن في أبحاثهم حول اكتساب اللغة.

تؤكد “فرضية المدخلات” (input hypothesis) التي قدمها كراشن على أهمية “المدخلات المفهومة” – أي المادة التي تكون متقدمة قليلاً عن مستوى المتعلم الحالي. من خلال الانغماس المتواصل مع محتوى يتحدى قدراتك دون أن يغرقك في الصعوبة، ستتمكن من بناء فهمك تدريجيًا وزيادة قدرتك على التحدث.

 

الخلاصة: التكيف مع الرحلة وليس الكمال

  1. تحسين الفهم اللغوي لا يتطلب فهم كل شيء فورًا.
  2. في الواقع، محاولة القيام بذلك يمكن أن تكون مرهقة وتعيق تقدمك.
  3. الطريق إلى الطلاقة يتطلب منك السماح لنفسك بالتفاعل مع اللغة عدة مرات، مع بناء فهمك بمرور الوقت.
  4. من خلال التركيز على التقدم التدريجي والتكيف مع عملية التعلم، ستعزز مهاراتك في الفهم والثقة، مما يجعل تعلم اللغة تجربة أكثر إمتاعًا وفائدة.
  5. تذكر، تعلم اللغة رحلة وليس سباقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart